تساهم الاستراتيجية الفلسطينية الوطنية تجاه قضية الأسرى في مواجهة نظرية الجدار الحديدي الإسرائيلية التي هزمها

ناصر أبو حميد في حياته، وتحصين الشباب الفلسطيني من تداعياتها بعد استشهاده.

استشهد الأسير ناصر أبو حميد داخل السجون الإسرائيلية بسبب سياسة الإهمال الطبي الممنهج التي تمارسها إدارة

السجون الإسرائيلية، المدعومة بحقد دفين وعنصرية منقطعة النظير من مجتمع صهيوني فاشي ينظر إلى كل فلسطيني

على أنه خطر وجودي على بقاء كيانه المصطنع.

ملف الأسرى:

هذا الأمر يفرض على الجميع؛ على الفلسطيني والعربي والإنساني، فتح ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال

الإسرائيلي، وإبراز بشاعة النظرة الصهيونية إلى هؤلاء الأسرى؛ أصحاب الفعل الفلسطيني المتقدم في مقارعة الاحتلال

وهدم نظرية الجدار الحديدي؛ المرتكز الرئيس الذي بنت عليه “إسرائيل” عقيدتها العسكرية التي تدعو إلى بناء جدار في عقل

الفلسطيني بعدم قدرته على هزيمتها وعدم جدوى مقاومتها. لذلك، يجب القبول فلسطينياً وعربياً بالاحتلال والاعتراف به!

مسيرة الشهيد ناصر أبو حميد وأسرته المناضلة هي إثبات قاطع ودليل حقيقي على أن الفلسطيني، مهما تعرَّض للمحن

والسياسات الاحتلالية الإجرامية، لا يستسلم ولا ينحني.

سيرة حياة الأسير الشهيد:

قاوم ناصر الاحتلال منذ نعومة أظفاره، واعتقل للمرة الأولى عندما كان عمره 11 عاماً فقط، واستمر في مسيرته النضالية في

الانتفاضة الأولى عام 1987، وكان أبرز قياداتها العسكرية. وقد اعتقل في إثر ذلك عام 1990، وحُكم بالمؤبد 9 مرات، وهُدم منزله.

ولم تنتهِ مسيرة أسرة أبو حميد باعتقال ناصر، فقد استشهد أخوه عبد المنعم الملقب بـ”صائد الشاباك” عام 1994، بعد

اغتياله ضابط شاباك كبيراً، لتسطر تلك الأسرة محطة أخرى في مسيرة نضالها الطويلة.

تم إطلاق سراح ناصر أبو حميد عام 1995 بعد اتفاقيات أوسلو، ولكنَّه واصل قتاله ضد الاحتلال، وتم اعتقاله بعد أقل من عام

على إطلاق سراحه، وبقي في الأسر لمدة 3 سنوات، ثم أطلق سراحه قبل اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، التي شكَّلت

منعطفاً جديداً في مسيرته النضالية ومسيرة أسرته.

مع اندلاع الانتفاضة، شرع ناصر أبو حميد في تأسيس كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية، وشارك في عمليات عسكرية

أسفرت عن مقتل 7 من المستوطنين والجنود الصهاينة، ناهيك بأنّه سجل في تاريخه النضالي أنه أول من أطلق قذيفة هاون

على مستوطنة في الضفة الغربية.